logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
مقالات ثقافية

خصائص النزعة الانسانية في الشعر المهجري

"محتويات
خصائص النزعة الإنسانية في شعر المهجر
مبادئ النزعة الإنسانية في الشعر المهجري
النزعة الإنسانية في الشعر المهجري
خصائص النزعة الإنسانية في شعر المهجر

النزعة الإنسانية تعد مركزية إنسانية ، ضرورية ، تنطلق من معرفة الإنسان ، حيث يكون موضوعها هو تقويم الإنسان ، وبقيمه ، واستبعاد كل ما من شأنه تعريبه عن ذاته ، سواء كان بإخضاعه لقوى خارجه للطبيعة البشرية ، او بتشويهه من خلال استعماله دونيا ، دون الطبيعة البشرية.

وتتميز النزعة الإنسانية في الشعر المهجري بالعديد من الخصائص ، التي اتجهت نحو الاهتمام بالجانب الإنساني ، وهي كما يلي : [2]

الاحتفاء بالذات والأخر والناس من حيث تقديم الذات ، بإزاء السلطة ، والمجتمع المثقف ، والاحتفاء بالثقافة ، الإنسانية ، من خلال اعطائها المدى الواسع والقيمة العليا ، وكذلك الاحتفاء ، بالكتابة ، والكتاب ، والعنوان.
تجسيد مركزية الحب المبني عليها باقي التفاصيل ، وتدور حولها الأفكار ، والأحداث من خلال مواجهة الحب للمجتمع ، وقيادته للاتجاه الإنساني في الحياة في الحياة ، وتكريس قيمة الحب ، وكتابة تفصيلاته بعيدا عن استثمار الجسد ، وتفصيل الحب الجسدية.
الاحتفاء بالتأريخ ، من خلال توظيفه في تاريخ الناس ، والاشخاص العاديون ، والتاريخ الرسمي للبلد ، والناس والسلطة ، والتأريخ الشخصي للمبدع ، وكذلك تاريخ الحضارة العريقة.
الاحتفاء بالمكان ، مثل أماكن التغريب ، والتي كثرت في شعر المهجرين ، نظرا لاغترابهم ،وبعدهم عن الوطن ، وتتجلى في علاقة المبدع بالمكان ، بين المكان الأول وهو وطنه ، ومكان الاغتراب والمنفى.
الاحتفاء بالنص ، وما يتضمنه منه دلالة الأسماء ، واللغة الشعرية ، والاهتمام بها ، وكذلك العتبات النصية ، ودلالات العناوين التي تمثل بعدا مهما ، وأكثر حساسية ، وايضا وظيفة الوصف ، والنهايات المفتوحة للنص الأدبي.
مبادئ النزعة الإنسانية في الشعر المهجري

شعر المهجر والذي نشأ في المدرسة المهجرية ، التي قامت بعمل مجموعات ، وروابط ، كانت من اشهرها الرابطة القلمية ، وتعد النزعة الإنسانية هي طريقة التفكير ، والعمل التي يمكن الإنسان العادي من أن يحيا حياة سعيدة ، ومثمرة.

كما أن النزعة الإنسانية من أهم خصائص الشعر المهجري ، وتتبع عدة مبادئ تجعلها رائدة في خصائص شعر المهجر ، وهذه المبادئ هي ان : [2]

الادب العظيم يحتفظ بقيمته عبر الزمان ، والمكان.
النص الأدبي يحمل معناه في داخله ، وتكون الطريقة المثلى للتعاون معه ، هي عن طريق قراءته وتحليله ، من دون افكار مسبقة ، او تحفيزات فنية ، او أيديولوجية.
النص الأدبي يشتمل على حقائق إنسانية خالدة ، كما أنه يمكنه مخاطبة الحقائق الجوهرية ، التي تعرفها الروح والنفس.
غاية الادب هي تنمية الحياة البشرية ، ونشر القيم الإنسانية النبيلة ، بين الناس في مختلف المجتمعات.
النزعة الإنسانية في الشعر المهجري

لقد حظي الشعر المهجري بعناية الدارسين ، ونقاد الادب العربي ، ليس قديما فقط ، وانما إلى الآن ، حيث أنه أعطى للأدب العربي بعد أن كان نائما ، متعة الحياة ، وإغراء الحرية.

ولقد اعتبر الشعر المهجري أحد أعمدة التي رفعتها عاليا ، لما فيه من صدق الشعور ، ونزهة التجديد ، ولما يحمل من قيم إنسانية ، ومثال على النزعة الإنسانية في الشعر المهجري ، ابيات من قصيدة للشاعر ندرة حداد ، حيث يقول فيها :

راض بالعصا يا أيها الحامل رمحك

و سأرضى أنا خبزك الأسود في الحب وملحك

و سأنسى جرح قلبي كلما شاهدت جرحك

و إذا أخطأت نحوي فأنا أطلب صفحك

ولقد تطورت فكرة النزعة الإنسانية بشكل كبير من عصر النهضة ، إلى عصر التنوير ، ثم القرن التاسع عشر ، وبعده القرن العشرين ، فأصبحت اتجاها متبلورا بين الادوات ، والأفكار ، كما أنها أصبحت تمثل رؤية فلسفية مستقلة.

وتعرف النزعة الإنسانية في شعر المهجرين على أنها افكار تهتم بجميع جوانب الطبيعة الإنساني ، مثل ؛ الجوانب العقلية ، والجمالية ، والشعورية ، والخشية ،وما يترتب عليها من احتياجات ، ومواقف.

كما أن النزعة الإنسانية تبنى على افكار مهمة وهي أن ؛ محور الاهتمام هو الانسان ، وخبرته الإنسانية ، كما أن الفرد الإنساني يكون ذو قيمة إنسانية في حد ذاته ، وأنه مصدر كل القيم.

وتقدم النزعة الإنسانية قيمة كبرى للأفكار ، وبالتالي فهي لا تكون بمعزل عن سياقها الاجتماعي ، والتاريخي ، كذلك ، فهي لا يتم اختيارها من أجل أن تصبح مجرد عقلية للمصالح الطبقية ، او الاجتماعية.

لقد تحدث شعراء المهجر في العديد من قصائدهم عن النزعة الإنسانية ، التي برز جمالها في المعاني السهلة ، والأفكار والصور الواضحة ، فمثلا العنصرية ، والتي تختص بها النزعة الإنسانية ، كما في مطولة ” على بساط الريح ” للشاعر فوزي المعلوف ، حيث يقول :

أنا عبد الحياة والموت أمشي * مكرها من مهودها لقبوره

عبد ما ضمت الشرائع من جور * يخط القوي كل سطوره

بيراع ، دم الضعيف له حبر * ونوح المظلوم صوت صريره

والحرية ، التي تعتبر من أهم القيم التي يؤدي غيابها إلى عبثية الوجود بل ، وهي قيمة تستحق أن يضحي الإنسان من اجلها ، ولقد أخذت من اهتمام أدباء المهجر ، فكثيرا ، ما لجأوا إلى العالم الجديد ، هروبا من أغلال الاستعمار ، ونرى ذلك في شعر نعمة قازان المغترب بالبرازيل ، حيث يقول :

هي النفس تحيا بإحساسها * وليس على الحس من قدرة

ربيت طليقا على فطرتي * وما أحيلى طفولتي

وكذلك يقول الشاعر السوري نسيب عريضة ، مخاطبا وطنه :

مشت القرون وكل شعب قد مشى معاً * وقومك واقفون ونوم

لم ترتفع كف لصفعة غاشم * فيهم ولم ينطق بتهديد فم

كما أن هناك التأملات الشعرية ، وما تنطوي عليه من معاني إنسانية ، تبحث في الحرية الكاملة ، نبالة الحس ، فيقول فوزي معلوف :

بين روحي وبين جسمي أسير * كان بعد ذقت مره

أنا في التراب وهي فوق الأثير * أنا عبد وهي حرة

عبد عصر من التمدن نلهو * ظلة عن لبابه بقشوره

عبد اسمي أذيب نفسي وجسمي * طمعا في خلوده وظهوره

وكذلك نزعة التسامح ، التي تدل على النزعة الإنسانية ، فيقول الشاعر مسعود سماحة :

كأني لم اترك للغير شؤونه * كأني عالجت غير شؤوني

وكم من صديق لم أخنه فخانني * ومؤتمن قد بات غير أمين

المراجع"

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0