أدوات تربية الأطفال بين التعزيز والعقاب
محتويات
1 كيف يؤثر التعزيز والعقاب على طفلكِ؟
2 متى وكيف يمكنكِ مدح طفلكِ؟
3 متى وكيف يمكنكِ تأديب طفلكِ؟
4 من حياتكِ لكِ
5 المراجع
كيف يؤثر التعزيز والعقاب على طفلكِ؟
قد تشعرين بالحيرة تجاه الأسلوب الذي تودين التعامل فيه مع أطفالكِ، فليس من السهل تحديد القرارات التي يجب عليكِ اتخاذها لتأديب طفلكِ، والموازنة بين أسلوب التعزيز والعقاب، ولكن تذكري دائمًا أن تربية أطفالكِ تعتمد عليكِ فقط وعلى طبيعة أطفالكِ، فقد لا يكون الأسلوب المُتّبع لتربية أطفال صديقاتكِ مُناسبًا لأطفالكِ مثلًا، ولكن عليكِ السعي دائمًا لمدح أطفالكِ على عمل جيّد وتشجيعهم على ذلك، لأنّ ذلك يؤثر كثيرًا على نفسيّتهم ويُعزز ثقتهم بنفسهم وذاتهم، ويُحفزهم على القيام بالمزيد والمزيد من الإنجازات في المُستقبل، كما أنّ تخصيص مكافأة لهم يُحفزهم أيضًا على الاستمرار والمضي قدمًا لتحقيق انجازات أكبر وأعظم، وبالتالي نجاحهم في المستقبل وتطوير حياتهم للأفضل، فلا تترددي في إعطاء طفلكِ هديّةً حتى لو كانت رمزيّةً لشكره وتقديره على جهوده التي بذلها للوصول إلى ذلك، فتكون الهديّة أمرًا جيدًا لجعله يشعر بالسعادة وأنه يستحق ذلك في النهاية.
في الوقت ذاته احرصي على عدم مُعاقبة أطفالكِ حتى لا يؤثر ذلك سلبيًا على نفسيتهم وصحتهم العقليّة؛ فعند مُعاقبتك لأطفالكِ لحصولهم على درجات سيئة مثلًا يجعلهم يشعرون بالسوء لعدم قدرتهم على الأداء الجيّد، وتقليل ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم الحقيقيّة والتشكيك بها، فيُمكنكِ البحث عن أسباب حصولهم على ذلك والأمور التي أثرت على تحصيلهم ومحاولة حلّها بدلًا من معاقبتهم، فالأطفال في بداية حياتهم قد يخطئون ويُخفقون كثيرًا، ولكن طريقة تعاملكِ مع هذا الموقف هي التي تُحدث الفرق، فمعاقبتكِ إياهم بدلًا من الوقوف إلى جنبهم ومواساتهم وتشجيعهم للمحاولة مرةً أخرى بالطبيعي سوف يجعلهم يشعرون بالسوء ويمنعهم من إعادة محاولتهم مرةً أخرى، فجميع الأشخاص يكرهون الشعور بالخيبة والفشل وليس فقط الأطفال، فعندما يسمع منكِ اطفالكِ عباراتٍ مُحبطةً يجعلهم ذلك يشعرون بالأذى والقلق والاستياء وأن لا قيمة لهم، فالأطفال يكبرون بوالديهم، لذلك عليكِ الحرص على إخبار أطفالكِ دائمًا بأنكِ فخورة بهم وبجهودهم لجعلهم مُميّزين وناجحين دائمًا، فمحاولتكِ كوالدة تجاه أطفالكِ هي خلق بيئة آمنة ومُريحة ومُمتعة ومُشجّعة لهم للعلب والتعلّم والتفاعل مع بعضكما[1].
متى وكيف يمكنكِ مدح طفلكِ؟
يُكافح الكثير من الوالدين لإيجاد توازن ناجح وفعّال بين مدح أطفالهم وعقابهم، فمتى يكون المدح وتعزيز ثقتهم بنفسهم مُناسبًا؟ وما هي نوعيّة المدح المُناسبة لأطفالكِ؟ فأغلب الأمهات والآباء عمومًا أصبحوا يُبالغون في مدحهم لأطفالهم لتعزيز ثقتهم بنفسهم، فيمدحونهم عند حصولهم على العلامات العاليّة، أو عند فوزهم باللعبة، أو حتى عند نجاحهم في بناء بيت رملي، فإذا كنتِ كذلك عليكِ الانتباه على هذه النقطة المُهمة، فعندما تُبالغين في مدح أطفالك في جميع الظروف والأوقات من أجل تحسين ثقتهم بنفسهم وإحساسهم بذاتهم، فقد تكونين في الواقع تقدّمين العكس تمامًا لهم؛ فأنتِ بذلك تضعين أطفالكِ ضمن قاعدة في عمرهم الصغير يُمكن أن تعيق نموهم وتطورهم في المستقبل، فعندما يكون مدحكِ لهم غير صادق باستمرار يجعل أطفالكِ يخافون من تجربة الأشياء الجديدة والمخاطرة بذلك خوفًا من فشلهم وبالتالي عدم قدرتهم على البقاء في القمة التي وضعتهم عليها، كمّا أنهم يستمرون بالنظر إليكِ لأخذ موافقة منكِ وطلب الثناء والمدح قبل قيامهم بتحقيق أي أمر.
لكن في الوقت ذاته قد يكون عدم منح أطفالكِ الثناء الكافي الذي يحتاجونه ضارًا أيضًا بنفس قدر المُبالغة في المدح، ولكن ما هو المُناسب؟ اتفق الخبراء على أنّ جودة المدح أكثر أهميّةً من كميّته؛ فلا يُقاس بعدد المرات التي تمدحين فيها طفلكِ، بل بالمدح المُخلص والحقيقي والصادق الذي يُركز على الجهد الذي بذله طفلكِ وليس على النتيجة، فبقدر الجهد المبذول يكون المدح والثناء[2].
متى وكيف يمكنكِ تأديب طفلكِ؟
قد يكون مُناسبًا البدء بتأديب طفلكِ ومحاولة تصويب سلوكه السيئ منذ عمر الثمانيّة أشهر عندما يبدأ بصفعكِ مرارًا وتكرارًا ويُحاول شدّ شعركِ مثلًا، والمطلوب من تأديب طفلكِ هو تعليمه السلوك الجيّد من السيئ، ويكون ذلك من خلال إتقانكِ لثلاث مهارات أساسيّة، وهي: التواصل باحترام، والتحدّث بلغة يفهمها طفلكِ، وألا تتنازلي عن التأديب بسهولة عبر إغرائك بأسلوب طفلكِ ويجعلكِ تتراجعين عن ذلك، فعندما يبدأ طفلكِ يركض إلى الشارع ويُعرّض نفسه للخطر، أو يتصرّف بطريقة عدوانيّة بالضرب مثلًا، عليكِ التدّخل مُباشرةً، وفيما يأتي أهم الإرشادات والإستراتيجيات التي يُمكنكِ اتّباعها لتعليمكِ طريقة تأديب طفلكِ[3][4]:
مثّلي وتكلّمي مع أطفالكِ؛ علّمي أطفالكِ الصواب من الخطأ بكلمات مفهومة وهادئة، ومثّلي أيضًا لأطفالكِ السلوكيّات والأفعال النموذجيّة التي ترغبين بتعليمها لهم وتُريدين رؤيتها منهم.
ضعي الحدود؛ ضعي حدودًا وقواعد ثابتةً ومُتناسقةً ومفهومةً لأطفالكِ لاتّباعها، وتأكدي من توضيح القواعد والحدود لأطفالكِ بعبارات مُناسبة يُمكنهم فهمها، مع مراعاة أعمارهم وفئاتهم العمريّة.
استمعي وأصغي لهم؛ فالاستماع والإصغاء لأطفالكِ مهم للغاية قبل البدء بمُعاقبتهم أو حل مشكلتهم، لذلك اتركي طفلكِ ينهي قصته ويُوضّح لكِ الأسباب، وراقبيه جيدًا في الأوقات التي يتصرف فيها سيئًا، وتحدثي مع طفلكِ حول هذا الأمر وأسبابه بدلًا من عقابه.
امنحيهم اهتمامكِ؛ إذ يُعدّ الاهتمام والانتباه أقوى الأدوات التي تُساعد طفلكِ على الانضباط والالتزام، وتعزيز السلوكيات الايجابيّة والبعد عن السلوكيات السيئة، فالأطفال يحتاجون مُتابعةً واهتمامًا من والديهم.
أخبريهم بتصرفاتهم الجيّدة؛ إذ عليكِ إخبار أطفالكِ بأنّهم تصرفوا جيّدًا في هذا الموقف، وكوني مُحددةً وواضحةً تمامًا في توضيح التصرّف الجيّد الذي قام به، وأثني عليهم وشجّعيهم على تكرار الأشياء السليمة.
أعيدي توجيه السلوك السيئ؛ فأحيانًا يسيء طفلكِ التصرف لأنّه يشعر بالملل، أو حتى لا يُميّز الأفعال الجيّدة من السيئة، في هذه الحالة عليكِ البحث عن أمور أخرى يستطيع طفلكِ القيام بها.
من حياتكِ لكِ
قد ترتكبين أحيانًا أخطاء في تربيّة أطفالك دون معرفتكِ، تعرّفي عليها لتجنّبها[5]:
منحهم الكثير من الخيارات؛ إذ يعتقد معظم الآباء أن منح أطفالهم العديد من الخيارات اللانهائية التي تكون مُتاحةً أمامهم أمر جيد، ولكن هذا يُرهق ويُتعب الاطفال في الواقع.
الثناء على تصرفاتهم كاملةً؛ فإذا كنتِ تقومين بذلك توقفي عنه، لأنّ هذا قد يؤدي إلى جعل الأطفال يدمنون على الثناء، ولن يفعلوا أي تصرّف دون الحصول على مكافأة.
جعلهم يشعرون بالعار والخزي من تصرفاتهم وتهديدهم لمحاولة الوصول إلى الكمال في جميع أعمالهم وتصرفاتهم، ولكن لا يُمكن أن يدوم ذلك طويلًا إذا كنتِ تستخدمين هذا الأسلوب، فالأطفال يصلون لمرحلة من عدم الاهتمام واللامبالاة.
جعلهم يفعلون أشياء لا تُناسب عمرهم؛ إذ عليكِ مراعاة طبيعة الأفعال والتصرفات التي يتصرفها أطفالكِ بناءً على فئاتهم العمريّة.
قضاؤهم أوقاتًا طويلةً على الشاشات؛ فبصرف النظر عن نوع الشاشة سواء أكانت تلفازًا أم هاتفًا أم كمبيوترًا أم آيبادًا، فلا تجعلي أطفالكِ يقضون الكثير من وقتهم باستخدامه.
المراجع
"