logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

إسرائيل تلوّح بهجوم بري جديد في غزة: تصعيد عسكري أم ورقة ضغط تفاوضية؟

 
 
في ظل الجمود السياسي وتعثّر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، صعّدت إسرائيل من لهجتها العسكرية ملوّحة بشن هجوم بري واسع على ما تبقى من مناطق شمال ووسط قطاع غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات في ملف الأسرى والمفاوضات السياسية.
 
وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن أن الجيش "جاهز لتنفيذ عمليات برية دقيقة في أي وقت"، مشيرًا إلى أن "المرحلة القادمة ستكون أكثر حسمًا"، بينما تحدثت مصادر عسكرية عن استعدادات ميدانية تشمل حشد قوات إضافية، وتكثيف الضربات الجوية على مناطق يُعتقد أنها تضم أنفاقًا ومراكز قيادة تابعة لحماس.
 
في المقابل، حذرت منظمات إنسانية من أن أي تصعيد بري جديد سيؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة في ظل تكدّس مئات الآلاف من المدنيين في مناطق ضيقة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمية. كما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من استخدام "المدنيين كأوراق تفاوض"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات.
 
التحركات الإسرائيلية تأتي بعد فشل جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، حيث رفضت حماس المقترحات المطروحة، معتبرة أنها لا تضمن وقفًا دائمًا للعدوان ولا تلبّي شروطها بشأن رفع الحصار والإفراج عن الأسرى. في المقابل، تصر إسرائيل على استعادة رهائنها أولًا، وتفكيك البنية العسكرية لحماس قبل أي حديث عن تهدئة طويلة الأمد.
 
الشارع الإسرائيلي يشهد انقسامًا حادًا، بين من يطالب بالحسم العسكري الكامل، ومن يرى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من المستنقع. أما في غزة، فالمشهد أكثر قتامة: دمار واسع، نقص حاد في الغذاء والدواء، ومخاوف من أن يتحول أي هجوم جديد إلى مجزرة مفتوحة.
 
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: هل تمضي إسرائيل فعلًا نحو هجوم بري شامل، أم أن التهديد مجرد ورقة ضغط تفاوضية؟ وبين لغة الحرب وصوت الدبلوماسية، يظل المدنيون هم الضحية الأولى والأخيرة.