اكتشاف علمي جديد يعيد تشكيل فهم العلماء للذكاء الحيواني

بواسطة المدير
2025-11-18

9 مشاهدة

أعلن فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد بالتعاون مع معهد ماكس بلانك الألماني عن اكتشاف علمي غير مسبوق قد يغير جذريًا الطريقة التي ينظر بها العلماء إلى الذكاء الحيواني. الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، كشفت أن بعض أنواع الغربان قادرة على التخطيط للمستقبل واتخاذ قرارات معقدة تتطلب مستوى من التفكير المجرد كان يُعتقد سابقًا أنه حكر على البشر وبعض القردة العليا.

الاختبارات التي أُجريت على طيور الغراب أظهرت قدرتها على استخدام أدوات متعددة بترتيب معين لحل مشكلات معقدة، مثل استخراج الطعام من أنابيب مغلقة أو استخدام أداة للحصول على أداة أخرى. كما أظهرت الطيور قدرة على تأجيل المكافأة الفورية مقابل الحصول على مكافأة أكبر لاحقًا، وهو سلوك يُعرف في علم النفس بـ"تأجيل الإشباع"، ويُعد مؤشرًا على وجود وعي ذاتي وتفكير مستقبلي.

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إعادة تقييم المعايير التي تُستخدم لتحديد الذكاء في الكائنات الحية، ويطرح تساؤلات فلسفية وعلمية حول حدود الوعي الحيواني، وإمكانية وجود أشكال من الإدراك لم تكن مفهومة أو معترف بها سابقًا. كما يدفع العلماء إلى التفكير في كيفية تأثير البيئة والتجربة على تطور القدرات العقلية لدى الحيوانات.

الباحثون أكدوا أن هذه النتائج لا تعني أن الغربان تمتلك ذكاءً بشريًا، بل تشير إلى أن الذكاء قد يتخذ أشكالًا متعددة تطورت بشكل مستقل في سلالات مختلفة من الكائنات الحية. وهذا يعزز من فرضية "الذكاء المتقارب"، التي تفترض أن الكائنات المختلفة قد تطور قدرات عقلية متشابهة استجابةً لتحديات بيئية متقاربة.

النتائج أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط العلمية، ودفعت بعض الباحثين إلى المطالبة بإعادة النظر في طرق معاملة الحيوانات، خاصة تلك التي أظهرت قدرات معرفية متقدمة. كما قد يكون لهذا الاكتشاف تأثير على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استلهام نماذج جديدة من التفكير غير البشري لتطوير خوارزميات أكثر مرونة وابتكارًا.

في ظل هذا التقدم، يبدو أن فهمنا للذكاء لم يعد حكرًا على الإنسان، بل بات يشمل طيفًا أوسع من الكائنات التي تشاركنا هذا الكوكب، وربما تفكر بطريقتها الخاصة في العالم من حولها.