في قاعة صغيرة بإحدى المدن الأوروبية حيث اجتمع أطفال من مختلف الجنسيات للمشاركة في مسابقة دولية للبرمجة وقف الطفل السوري يامن ابن العشر سنوات أمام شاشة العرض بثقة وهدوء وبدأ بعرض مشروعه الذي صممه بنفسه مستخدماً لغة برمجة مخصصة للأطفال المشروع كان عبارة عن تطبيق يساعد الأطفال على تعلم اللغات بطريقة تفاعلية تعتمد على الصوت والصورة واللعب
ما إن أنهى يامن عرضه حتى عمّ الصمت القاعة ثم تلاه تصفيق حار من لجنة التحكيم والجمهور الذين لم يصدقوا أن هذا الطفل القادم من بيئة صعبة استطاع أن يبتكر فكرة بهذه البساطة والعبقرية في آن واحد لم يكن يامن مجرد مشارك بل كان نجم الحدث حيث حصل على المركز الأول متفوقاً على أطفال من دول متقدمة في مجال التقنية مثل ألمانيا وفرنسا وكندا
الخبر انتشر بسرعة على وسائل الإعلام العربية والعالمية وتحوّل يامن إلى رمز للأمل والإبداع في وجه التحديات حيث بدأت الصحف تتحدث عن قصته وعن رحلته من أحد أحياء دمشق إلى منصة التتويج في أوروبا وعن الدعم الذي تلقاه من والدته التي كانت تطبع له الأكواد وتساعده في فهم المفاهيم التقنية رغم أنها لا تملك خلفية علمية
الصور التي التقطت له وهو يحمل شهادة الفوز أمام شاشة العرض أظهرت طفلاً مبتسماً بعينين تلمعان بالحلم والطموح يرتدي قميصاً بسيطاً ويحمل حاسوبه المحمول الذي أصبح نافذته إلى العالم لم يكن في مظهره ما يدل على أنه عبقري لكنه كان يحمل في داخله شغفاً لا يُقهر
المنظمون للمسابقة قرروا دعوته للمشاركة في مؤتمر تقني عالمي سيُعقد في اليابان العام المقبل حيث سيعرض مشروعه أمام خبراء من شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأبل كما تلقى دعوة من إحدى الجامعات الأوروبية لتقديم منحة دراسية مستقبلية له في حال استمر في تطوير مهاراته
في مقابلة قصيرة معه قال يامن إنه يحب البرمجة لأنها تشبه السحر وإنه يحلم بأن يصمم تطبيقاً يساعد الأطفال اللاجئين على التعلم رغم الظروف الصعبة وأضاف أنه يريد أن يصبح مهندس برمجيات ويعود إلى سوريا ليبني مدرسة ذكية لكل طفل لا يستطيع الذهاب إلى المدرسة
قصة يامن ليست مجرد فوز في مسابقة بل هي رسالة قوية بأن الإبداع لا يعرف حدوداً وأن الطفولة حين تُمنح فرصة التعبير يمكن أن تغيّر العالم وأن البرمجة لم تعد حكراً على الكبار بل أصبحت لغة جديدة يتحدث بها الأطفال الذين يريدون أن يصنعوا الفرق
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0