logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

الولايات المتحدة تسعى لترحيل قيادات حماس: تسوية سياسية أم تصفية ناعمة؟

 
 
في تطور لافت يعكس تغيرًا في التكتيكات الدبلوماسية، كشفت مصادر أمريكية عن تحركات حثيثة تقودها واشنطن بالتنسيق مع دول عربية وأوروبية لإيجاد مخرج سياسي لقيادات حركة حماس، عبر التفاوض على ترحيلهم إلى دول ثالثة، في إطار تسوية تهدف إلى إنهاء الصراع في غزة وتهيئة الأرضية لمرحلة ما بعد الحرب.
 
التحرك الأمريكي، الذي لا يزال في مراحله الأولية، يواجه تحديات كبيرة، أبرزها رفض إسرائيل لأي صيغة تُبقي على وجود حماس في المشهد السياسي، وغياب توافق فلسطيني داخلي حول مستقبل الحكم في القطاع. ومع ذلك، ترى واشنطن أن إخراج قيادات حماس من غزة قد يفتح نافذة لحل سياسي، ويمنح السلطة الفلسطينية أو كيانًا انتقاليًا فرصة لإعادة بناء المؤسسات المدنية.
 
بحسب تقارير إعلامية، فإن المقترح يشمل نقل بعض القيادات إلى دول مثل قطر أو تركيا أو حتى جنوب إفريقيا، مقابل ضمانات بعدم ملاحقتهم قانونيًا، ووقف إطلاق نار طويل الأمد، وإطلاق سراح أسرى من الجانبين. كما يتضمن المقترح إشرافًا دوليًا على إعادة إعمار غزة، وتشكيل قوة متعددة الجنسيات لضمان الأمن في المرحلة الانتقالية.
 
الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، حيث اعتبرها البعض محاولة لتصفية الحركة سياسيًا دون خوض مواجهة مباشرة، بينما رأى آخرون أنها قد تكون مخرجًا واقعيًا لتجنيب المدنيين مزيدًا من الدمار، خاصة في ظل انسداد الأفق العسكري والسياسي. في المقابل، لم يصدر عن حماس أي موقف رسمي، وسط تسريبات عن انقسام داخلي بين جناح يرفض الترحيل باعتباره استسلامًا، وآخر يراه فرصة لإعادة التموضع.
 
التحرك الأمريكي يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا 30 ألفًا، وتدمّرت البنية التحتية بشكل شبه كامل. كما تتصاعد المخاوف من انفجار إقليمي في حال استمرت العمليات العسكرية دون أفق سياسي واضح.
 
في ظل هذا المشهد المعقد، يبقى السؤال: هل تنجح واشنطن في هندسة مخرج سياسي يرضي جميع الأطراف، أم أن ترحيل القيادات سيكون مجرد فصل جديد في صراع لا يعرف النهايات؟