في قلب العاصمة اللبنانية بيروت وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية شهدت المدينة حدثًا استثنائيًا جمع بين التراث والابتكار في مهرجان الطهي العربي الذي شارك فيه طهاة من سبع دول عربية قدموا أطباقًا تقليدية بلمسات عصرية وسط حضور جماهيري واسع من عشاق الطعام والثقافة
المهرجان الذي أُقيم في ساحة النجمة وسط بيروت جاء بتنظيم مشترك بين وزارة السياحة اللبنانية وعدد من الجمعيات الثقافية والغذائية المحلية والدولية وهدف إلى تعزيز السياحة الغذائية وتسليط الضوء على المطبخ العربي كجزء من الهوية الثقافية للمنطقة وقد شاركت في الحدث فرق طهي من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والمغرب وتونس والعراق حيث قدم كل فريق مجموعة من الأطباق التي تمثل بلده وتاريخه
من أبرز فعاليات المهرجان كانت عروض الطهي الحي التي أُقيمت على منصات مفتوحة أمام الجمهور حيث قام الطهاة بتحضير أطباقهم أمام الزوار وشرح خطوات الطهي ومكونات كل وصفة مما أتاح للجمهور فرصة التعلم والتفاعل المباشر كما تم تنظيم ورش عمل للأطفال لتعليمهم أساسيات الطهي الصحي وتشجيعهم على تناول الطعام المنزلي
الحدث لم يكن مجرد استعراض للطعام بل كان مساحة للتبادل الثقافي حيث رافقت عروض الطهي فقرات موسيقية وفنية من كل بلد مشارك مما أضفى على المهرجان طابعًا احتفاليًا متكاملًا وقد عبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بالتنوع الكبير في النكهات والأساليب مؤكدين أن المهرجان أعاد لهم ذكريات الطفولة والمناسبات العائلية
من بين الأطباق التي نالت إعجاب الحضور كان طبق الكبة النية السوري المحضّر بزيت الزيتون البلدي وطبق الكسكس المغربي الذي قُدم بطريقة مبتكرة باستخدام الأعشاب الطازجة كما لفت طبق الملوخية المصري الأنظار بطريقة تقديمه في أوانٍ فخارية تقليدية أما المطبخ اللبناني فكان حاضرًا بقوة من خلال التبولة والكفتة المشوية والمناقيش بأنواعها
وقد خصص المهرجان جناحًا خاصًا للتعاونيات النسائية الريفية حيث عرضت سيدات من مختلف المناطق اللبنانية منتجاتهن الغذائية من مربيات وزيوت وأجبان وأعشاب مجففة وقد لاقى هذا الجناح اهتمامًا كبيرًا من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بجودة المنتجات وطرق التعبئة والتغليف
في ختام المهرجان تم توزيع جوائز رمزية لأفضل طبق وأفضل عرض طهي حي وأفضل جناح تعاوني كما تم الإعلان عن نية المنظمين توسيع نطاق المهرجان ليشمل مدنًا عربية أخرى في السنوات القادمة بهدف تعزيز التواصل الثقافي والغذائي بين الشعوب
يُعد مهرجان الطهي العربي في بيروت نموذجًا حيًا لكيفية توظيف الثقافة الغذائية في بناء جسور بين المجتمعات ويؤكد القائمون عليه أن الطعام ليس مجرد حاجة بل هو ذاكرة وهوية ورسالة حب يمكن أن تصل إلى الجميع دون كلمات
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0