تشهد الأسواق المالية في مصر خلال الأيام الأخيرة حالة من الترقب بعد تسجيل عدد من العملات العربية ارتفاعات ملحوظة مقابل الجنيه المصري ويأتي هذا التحرك في إطار موجة تغييرات يشهدها السوق نتيجة عوامل اقتصادية داخلية وخارجية من بينها زيادة الطلب على العملات الخليجية في موسم الذروة السياحية وارتفاع حركة التحويلات من العاملين المصريين في الخارج إضافة إلى تأثيرات العجز التجاري واحتياجات الاستيراد
ويعد الريال السعودي والدرهم الإماراتي والدينار البحريني من أبرز العملات التي شهدت ارتفاعا نسبيا في قيمتها أمام الجنيه المصري الأمر الذي جعل المتعاملين في السوق يتجهون نحو متابعة دقيقة لحركة الصرف خصوصا مع اقتراب موسم العمرة وازدياد الحاجة إلى الريال السعودي بشكل خاص فيما تشير تقارير اقتصادية إلى أن ارتفاع الطلب يضغط على السوق ويؤدي إلى زيادة سعر هذه العملات مقارنة بفترات الهدوء
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا الارتفاع لا يأتي من فراغ بل يعكس مجموعة من العوامل المتداخلة أبرزها حاجة مصر إلى العملات الصعبة لتمويل احتياجاتها الاستيرادية في ظل ارتفاع أسعار السلع العالمية إضافة إلى تراجع نسبي في تدفقات العملات الأجنبية مقارنة بالمتطلبات اليومية للسوق كما أن التحويلات من الخارج رغم أنها تشكل دعما رئيسيا للاقتصاد المصري إلا أنها تتأثر بالظروف الاقتصادية الدولية وأسعار الفائدة وسياسات البنوك المركزية العالمية
ويشير بعض المحللين إلى أن هذه الزيادة في أسعار العملات الخليجية قد تستمر على المدى القصير خاصة في الفترات المرتبطة بالمواسم الدينية والسفر والسياحة بينما قد تتراجع تدريجيا في حال استقرار المعروض وزيادة التدفقات من الاستثمار الأجنبي أو السياحة أو الصادرات كما يتوقع آخرون أن السوق قد يشهد تقلبات متتالية بناء على أي قرارات اقتصادية جديدة تتخذها الحكومة أو البنك المركزي
من جانب آخر فإن ارتفاع العملات العربية مقابل الجنيه المصري له تأثير مباشر على المواطنين إذ ينعكس على تكاليف السفر وتحويل الأموال وشراء السلع المستوردة كما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات المرتبطة بالاستيراد من دول الخليج لكن في المقابل فإنه يشجع على زيادة التحويلات إلى مصر لأن المصريين في الخارج يستفيدون من فارق سعر الصرف ويضخون عملات صعبة إضافية في السوق المحلية
وفي ظل هذه التحركات يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة السوق على العودة إلى حالة من الاستقرار خلال الأسابيع القادمة وهو أمر يرتبط بعوامل اقتصادية أوسع تشمل معدلات التضخم والسياسات المالية ونتائج المفاوضات الدولية المتعلقة بالدعم والتمويل وكلها عناصر تحدد مستقبل سوق الصرف في مصر
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0