logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

تصاعد التوتر بين الصين وتايوان بعد تحذيرات عسكرية جديدة

 
 
يشهد العالم في الفترة الأخيرة تصاعدا واضحا في التوتر بين الصين وتايوان وسط تحركات عسكرية متسارعة وتصريحات سياسية نارية رفعت منسوب القلق الإقليمي والدولي هذا التصاعد ليس حدثا عاديا بل يمثل مرحلة جديدة من الضغط الاستراتيجي الذي تمارسه بكين على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي منذ عقود بينما تراها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها
 
تعود جذور الخلاف بين الجانبين إلى نهاية الحرب الأهلية الصينية حين انسحبت الحكومة السابقة إلى تايوان وأعلنت بكين أن إعادة الجزيرة إلى الوطن الأم هدف وطني ثابت ومع مرور الزمن أصبحت تايوان مركزا ديمقراطيا مزدهرا له هوية سياسية واقتصادية مستقلة الأمر الذي ترفضه الصين التي تؤكد بشكل متكرر أن أي خطوة نحو الاستقلال ستواجه برد قوي
 
خلال الأشهر الأخيرة بدأت الصين بتنفيذ مناورات عسكرية واسعة حول الجزيرة شاركت فيها قوات جوية وبحرية وبرية مع تحليق مستمر للطائرات العسكرية بالقرب من المجال الجوي التايواني إضافة إلى تحركات لسفن حربية في المناطق القريبة من المضيق هذه المناورات حملت رسائل مباشرة إلى حكومة تايبيه مفادها أن بكين تملك القدرة والاستعداد لفرض رؤيتها على الواقع في أي وقت ترى فيه أن الوضع يتجه نحو الانفصال
 
تايوان من جانبها رفعت مستوى التأهب العسكري وأعلنت جاهزية قواتها للتعامل مع أي طارئ وشددت على أن هذه التحركات تشكل ضغطا غير مسبوق على الأمن القومي في الجزيرة كما أكدت أن استمرار الاستفزازات الصينية قد يقود إلى حسابات خاطئة تدفع المنطقة إلى صراع لا يرغب به أحد حكومة تايوان تواصل أيضا تعزيز علاقاتها الدولية خاصة مع الولايات المتحدة التي تكرر دعمها لتايوان سياسيا وعسكريا الأمر الذي تراه الصين تدخلا خطيرا في شؤونها الداخلية
 
على المستوى الدولي يتعامل العالم مع هذا التصعيد بحذر شديد فالمضيق يعد أحد أهم الممرات التجارية في العالم وأي اضطراب فيه سيؤثر على الاقتصاد العالمي خصوصا في مجال صناعة التكنولوجيا التي تلعب تايوان دورا محوريا فيها
 
يرى محللون أن السيناريو الأكثر احتمالا في المستقبل القريب هو استمرار الضغوط الصينية عبر المناورات والاختراقات الجوية واستخدام التكتيكات الرمادية التي تضع تايوان تحت ضغط دائم دون الوصول إلى مواجهة مباشرة ومع ذلك يبقى احتمال التصعيد الكبير قائما في حال قامت تايوان بخطوات سياسية تعتبرها الصين تهديدا لوحدة أراضيها
 
بهذا يبقى المشهد معلقا بين ردع عسكري متبادل وتصعيد سياسي متواصل وسط مخاوف عالمية من أن يتحول هذا التوتر إلى صراع أكبر قد يغير ملامح المنطقة ويحمل معه تداعيات واسعة على الاقتصاد والأمن الدوليين