logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
عالم الحيوان

تنين البحر الأزرق مخلوق البحر الذي يبدو كأنه من عالم البوكيمون

 
 
 
تنين البحر الأزرق هو أحد أكثر الكائنات البحرية غرابة وجمالاً في آن واحد ينتمي هذا الكائن إلى فصيلة الرخويات ويُعرف علمياً باسم غلوكي أطلسي يعيش في المياه المعتدلة والاستوائية حول العالم ويُعد من الكائنات التي تثير الدهشة بسبب مظهرها الفريد وسلوكها الغريب يتميز بلونه الأزرق اللامع وزوائده الشعاعية التي تمنحه شكلاً يشبه التنين الأسطوري رغم أنه لا يتجاوز طوله ثلاثة سنتيمترات
 
يعيش تنين البحر الأزرق طافياً على سطح الماء ويعتمد على فقاعة هواء يحتفظ بها داخل معدته ليبقى عائماً طوال الوقت الغريب في الأمر أنه يطفو رأساً على عقب بحيث يكون ظهره للأسفل وبطنه للأعلى وهذا الترتيب يساعده على التمويه إذ أن لون بطنه الأزرق يندمج مع لون سطح البحر بينما لون ظهره الرمادي ينسجم مع الأعماق مما يجعله غير مرئي تقريباً للكائنات المفترسة من الأعلى والأسفل
 
يمتلك هذا الكائن قدرة مذهلة على التكيف مع بيئته البحرية ويعتمد في غذائه على كائنات بحرية سامة مثل قنديل البحر البرتغالي الذي يُعرف بلسعته المؤلمة والقاتلة ورغم أن هذا القنديل يُشكل خطراً على معظم الكائنات البحرية إلا أن تنين البحر الأزرق يتغذى عليه دون أن يتأثر بسمومه بل إنه يقوم بتخزين هذه السموم في حويصلات خاصة داخل جسمه ويعيد استخدامها لاحقاً للدفاع عن نفسه مما يجعله أكثر فتكاً من القنديل نفسه
 
تنين البحر الأزرق يُعد من الكائنات الخنثى أي أنه يمتلك أعضاء تناسلية مذكرة ومؤنثة في الوقت نفسه وعندما يتزاوج اثنان من هذه الكائنات ينتج كلاهما البيض الذي يُوضع على أسطح طافية مثل الأخشاب أو الهياكل العظمية للكائنات البحرية الأخرى وتخرج اليرقات لتبدأ حياتها على سطح الماء وتتنقل مع التيارات البحرية والرياح دون أن تتحكم في اتجاهها
 
رغم جماله اللافت فإن تنين البحر الأزرق يُعد من الكائنات الخطيرة على الإنسان إذ أن لمسه قد يسبب لسعة مؤلمة جداً بسبب السموم التي يخزنها في جسمه وقد تم تسجيل حالات ظهور له على شواطئ أستراليا وإسبانيا والمغرب مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات بعدم الاقتراب منه أو لمسه عند مشاهدته على الشاطئ
 
يُثير هذا الكائن اهتمام العلماء والباحثين بسبب قدرته على التمويه والتغذية على الكائنات السامة وتخزين السموم وإعادة استخدامها كما أنه يُعد مثالاً رائعاً على التنوع البيولوجي في المحيطات وعلى قدرة الكائنات الصغيرة على البقاء والتكيف في بيئات قاسية وصعبة وقد تم توثيق وجوده في العديد من المحيطات مثل الأطلسي والهندي والهادئ ويُعتقد أن تغير المناخ وارتفاع حرارة المياه قد ساهم في انتشاره إلى مناطق جديدة لم يكن يظهر فيها من قبل
 
تنين البحر الأزرق لا يمتلك قشور أو هيكل عظمي بل يتكون جسمه من أنسجة رخوة وزوائد شعاعية تُستخدم في الحركة والتغذية ويُعد من الكائنات التي يصعب دراستها في المختبر بسبب هشاشته وصعوبة الاحتفاظ به في بيئة اصطناعية ومع ذلك فقد تم توثيق العديد من خصائصه وسلوكياته من خلال المراقبة الميدانية والتصوير تحت الماء
 
هذا الكائن الصغير الذي يبدو كأنه خرج من لعبة فيديو أو فيلم خيال علمي يُجسد جمال الطبيعة البحرية وغرابتها في آن واحد ويُظهر كيف يمكن للكائنات أن تتطور بطرق مذهلة لتتكيف مع بيئتها وتدافع عن نفسها وتبقى على قيد الحياة رغم التحديات التي تواجهها في عالم المحيطات

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0

مقالات من نفس التصنيف