logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
عالم الحيوان

حريش البحر وحيد القرن البحري الذي يسكن الجليد

 
 
حريش البحر هو أحد أكثر الكائنات البحرية غرابة وإثارة للدهشة ويُعرف أيضاً باسم الحوت وحيد القرن أو كركدن البحر ويعيش في مياه القطب الشمالي الباردة على مدار السنة يتميز هذا الحيوان الثديي بناب طويل حلزوني الشكل يبرز من فك الذكر العلوي ويصل طوله إلى أكثر من ثلاثة أمتار مما يمنحه مظهراً أسطورياً يشبه الكائنات الخرافية التي تظهر في القصص القديمة
 
ينتمي حريش البحر إلى فصيلة الحيتان البيضاء ويُعد قريباً للحوت البيلوغا لكنه يختلف عنه بشكل واضح بسبب الناب الطويل الذي لا تمتلكه الإناث إلا في حالات نادرة جداً ويُعتقد أن هذا الناب ليس مجرد زينة بل له وظائف متعددة منها الهيمنة والتواصل والصيد وحتى استشعار التغيرات البيئية إذ يحتوي على آلاف النهايات العصبية التي تجعله حساساً جداً للمحيط
 
يصل طول جسم حريش البحر إلى خمسة أمتار ويزن الذكر البالغ حوالي ألف وستمئة كيلوغرام بينما الأنثى تزن أقل قليلاً ويتميز جلده بلون رمادي مائل إلى الأزرق مغطى ببقع بيضاء ويتغير لون الجسم مع التقدم في العمر إذ يولد بلون داكن ثم يصبح أكثر بياضاً مع مرور الوقت كما يمتلك طبقة دهنية سميكة تحت الجلد تساعده على الاحتفاظ بالحرارة في المياه المتجمدة
 
يتغذى حريش البحر على الأسماك مثل القد والهلبوت وكذلك على الحبار والروبيان ويقوم بالغوص إلى أعماق تصل إلى ثمانمئة متر وقد يتجاوز الألف وخمسمئة متر في بعض الحالات وتستمر الغطسة الواحدة حوالي خمس وعشرين دقيقة ويُعد من الكائنات التي تتغذى بشكل مكثف في الشتاء وتخزن الطاقة لتقليل نشاطها في الصيف
 
يعيش هذا الحوت في مجموعات صغيرة تتراوح بين تسعة إلى عشرة أفراد وقد تتجمع أحياناً في مجموعات أكبر تصل إلى مئة فرد خلال موسم الهجرة أو التكاثر ويُظهر سلوكاً اجتماعياً معقداً يساعده على التكيف مع الظروف القاسية في القطب الشمالي ويُعتقد أن التواصل بين أفراد المجموعة يتم عبر أصوات تحت الماء ونبضات كهربائية ونقرات صوتية
 
رغم أن حريش البحر لا يُصنف حالياً ضمن الأنواع المهددة بالانقراض إلا أن تغير المناخ يشكل تهديداً كبيراً له إذ أن ذوبان الجليد وتغير أنماط الهجرة تؤثر على موائله الطبيعية كما أن بعض المناطق التي يسكنها تتعرض للحفر والتعدين مما يُنتج نفايات خطرة تهدد الحياة البحرية وقد تم تسجيل انخفاض في أعداد بعض المجموعات خلال السنوات الأخيرة
 
يُستخدم ناب حريش البحر في الطب التقليدي في بعض الثقافات وقد تم اصطياده لقرون من قبل شعوب الإنويت للحصول على لحمه وجلده وشحمه ونابه ومع ذلك فإن القوانين الحديثة تحظر صيده في معظم المناطق وتعمل منظمات حماية البيئة على مراقبة أعداده والحفاظ على موائله الأصلية
 
حريش البحر يُجسد التكيف البيولوجي في أقصى درجاته ويُظهر كيف يمكن للكائنات أن تطور خصائص مذهلة للبقاء في بيئات قاسية مثل القطب الشمالي وهو مثال حي على التنوع البيولوجي في المحيطات ويستحق أن يُدرج ضمن قائمة الكائنات الأكثر إثارة للاهتمام في عالم الثدييات البحرية
 
بانتظار إشارتك للمقال التالي

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0

مقالات من نفس التصنيف