رفيق المستقبل اليابان تطلق روبوتًا ذكيًا للعناية بكبار السن

بواسطة المدير
2025-09-20

20 مشاهدة

في مواجهة التحديات الديموغرافية المتزايدة أطلقت اليابان مؤخرًا روبوتًا ذكيًا مخصصًا للعناية بكبار السن في خطوة تعكس التزامها بتوظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتوفير حلول مبتكرة للرعاية الصحية والاجتماعية ويأتي هذا الابتكار في ظل ارتفاع نسبة المسنين في المجتمع الياباني وتراجع عدد العاملين في قطاع الرعاية مما دفع الحكومة والشركات إلى البحث عن بدائل فعالة ومستدامة

الروبوت الجديد يتمتع بقدرات متعددة تشمل المحادثة التفاعلية والتعرف على الحالة المزاجية للمسنين وتقديم الدعم العاطفي كما يستطيع مراقبة المؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم ومعدل النبض والتنفس ويقوم بإرسال التنبيهات إلى مقدمي الرعاية أو أفراد الأسرة في حال وجود أي خلل أو طارئ صحي

وقد تم تصميم الروبوت ليكون سهل الاستخدام وذو مظهر ودي يشبه الإنسان جزئيًا مما يساعد على تقليل شعور الوحدة والعزلة لدى كبار السن ويعمل الروبوت بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مما يجعله قادرًا على التكيف مع احتياجات كل مستخدم وتطوير أسلوب تواصله بناءً على التفاعل اليومي

من أبرز ميزات الروبوت أنه يستطيع تذكير المستخدم بمواعيد تناول الأدوية أو مواعيد النوم والطعام كما يمكنه تشغيل الموسيقى أو قراءة القصص أو إجراء محادثات بسيطة تهدف إلى تنشيط الذاكرة وتحسين الحالة النفسية وقد أظهرت التجارب الأولية أن استخدام الروبوت ساهم في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب لدى عدد من المسنين الذين يعيشون بمفردهم

الابتكار لم يقتصر على الجانب التقني بل شمل أيضًا الجانب الإنساني حيث تم تدريب الروبوت على فهم العبارات العاطفية والتفاعل معها بطريقة مناسبة مما يمنح المستخدم شعورًا بالاهتمام والرعاية وقد عبّر عدد من كبار السن الذين شاركوا في التجارب عن إعجابهم بالروبوت مؤكدين أنه أصبح جزءًا من حياتهم اليومية ويمنحهم شعورًا بالأمان والرفقة

وقد بدأت الحكومة اليابانية في دعم هذا المشروع من خلال توفير الروبوتات في بعض دور الرعاية والمراكز الصحية كما تعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج لتوفيرها للأسر ذات الدخل المحدود ويُتوقع أن يتم تعميم استخدام هذه الروبوتات خلال السنوات القادمة لتصبح جزءًا أساسيًا من منظومة الرعاية في اليابان

في ظل التغيرات السكانية والتحديات الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات الحديثة يُعد هذا الروبوت نموذجًا حيًا لكيفية تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتعزيز جودة الحياة ويؤكد الخبراء أن مثل هذه الابتكارات ستلعب دورًا محوريًا في مستقبل الرعاية الصحية حول العالم