logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

شعاب البحر الأحمر تتحدى حرارة الكوكب وتكشف عن سر الحياة البحرية

 
 
 
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر  
 
 
في أعماق البحر الأحمر حيث تتراقص أشعة الشمس على سطح الماء وتغوص الألوان في صمت الأعماق حدث ما لم يكن متوقعاً اكتشف فريق علمي سعودي أوروبي نوعاً جديداً من الشعاب المرجانية يتميز بقدرته الفريدة على مقاومة درجات الحرارة المرتفعة التي تهدد الحياة البحرية في معظم بحار العالم
 
هذا الاكتشاف لم يكن مجرد حدث علمي بل كان بمثابة رسالة أمل وسط موجات القلق البيئي التي تجتاح الكوكب فبينما تعاني الشعاب المرجانية في المحيطات الأخرى من ظاهرة التبييض والانقراض بسبب التغير المناخي أظهرت شعاب البحر الأحمر قدرة مذهلة على التكيف والبقاء بل والنمو في ظروف قاسية
 
الفريق البحثي الذي ضم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالتعاون مع باحثين من أوروبا قام برحلات غوص مكثفة في مناطق متعددة من الساحل السعودي للبحر الأحمر حيث رصدوا مستعمرات مرجانية جديدة ذات بنية مختلفة ولون زاهي غير مألوف هذه الشعاب لم تكن فقط جميلة بل كانت قوية ومتماسكة رغم ارتفاع حرارة المياه
 
التحليل الجيني أظهر أن هذه الشعاب تمتلك خصائص وراثية فريدة تجعلها أكثر قدرة على تحمل الإجهاد الحراري مقارنة بنظيراتها في المحيطات الأخرى وهو ما دفع العلماء إلى اعتبارها نموذجاً بيولوجياً يمكن الاستفادة منه في مشاريع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية عالمياً
 
الخبراء أشاروا إلى أن هذه الشعاب قد تكون المفتاح لإنقاذ النظم البيئية البحرية في المستقبل حيث يمكن نقل خصائصها إلى أنواع أخرى عبر تقنيات الهندسة الوراثية أو استخدامها كنواة لمزارع مرجانية مقاومة للحرارة في مناطق مهددة بالانقراض
 
من جهة أخرى أثار الاكتشاف اهتماماً واسعاً في الأوساط البيئية والسياحية حيث بدأت الجهات المعنية في السعودية بدراسة إمكانية تحويل هذه المناطق إلى محميات بحرية طبيعية تتيح للزوار مشاهدة هذه الأعاجيب البيولوجية دون الإضرار بها
 
الصور التي التقطها الغواصون أظهرت مشاهد خلابة لشعاب وردية وزرقاء تتمايل بين أسراب الأسماك الملونة في مشهد يشبه اللوحات الفنية الحية هذه الصور انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي وأثارت إعجاباً كبيراً لدى الجمهور العربي والعالمي
 
هذا الحدث العلمي لا يمثل فقط إنجازاً بيئياً بل يعكس أيضاً تطوراً في البحث العلمي العربي وقدرته على المساهمة في حل أزمات عالمية من خلال الابتكار والتعاون الدولي
 
في النهاية تبقى شعاب البحر الأحمر شاهداً على قدرة الطبيعة على التكيف والبقاء وعلى قدرة الإنسان على الاكتشاف والتعلم من أسرارها العميقة