logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
عالم الحيوان

ظبي سايغا أنف غريب في قلب السهوب الأوراسية

 
ظبي سايغا هو أحد أكثر الظباء غرابة في العالم ويتميز بأنف كبير منتفخ يشبه الخرطوم مما يمنحه مظهراً غير مألوف بين الثدييات يعيش هذا الظبي في السهوب الواسعة والمناطق شبه الصحراوية في آسيا الوسطى وتحديداً في كازاخستان وروسيا ومنغوليا وكان في الماضي ينتشر عبر مناطق شاسعة من أوروبا وآسيا وحتى أمريكا الشمالية خلال العصر الجليدي لكنه اليوم يُصنف ضمن الكائنات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ وفقدان الموائل الطبيعية
 
الأنف الكبير الذي يميز ظبي سايغا ليس مجرد زينة بل هو أداة حيوية تساعده على البقاء في بيئته القاسية ففي الصيف يعمل هذا الأنف كمرشح للغبار الذي يملأ الهواء الجاف وفي الشتاء يقوم بتدفئة الهواء البارد قبل دخوله إلى الرئتين مما يحميه من أمراض الجهاز التنفسي هذا التكيف البيولوجي الفريد يجعله قادراً على تحمل درجات حرارة تتراوح بين أربعين درجة مئوية في الصيف إلى ما دون الصفر في الشتاء
 
يعيش ظبي سايغا في قطعان كبيرة تتنقل عبر السهوب بحثاً عن الغذاء والماء ويتغذى على الأعشاب والنباتات التي قد تكون سامة للحيوانات الأخرى لكنه يمتلك جهازاً هضمياً متكيفاً يسمح له بهضم هذه النباتات دون ضرر خلال موسم التزاوج الذي يبدأ في نوفمبر تشتعل المعارك بين الذكور للفوز بالإناث ويشكل الفائز قطيعاً قد يضم خمسين أنثى أو أكثر وفي الربيع تلد الإناث عادة صغيرين وتقوم برعايتهما في بيئة مفتوحة مليئة بالتحديات
 
الذكور تمتلك قروناً سميكة ذات حلقات بارزة بينما الإناث لا تمتلك قروناً ويبلغ طول الظبي عند الكتف حوالي ثمانين سنتيمتراً ووزنه يتراوح بين ثلاثين إلى ستين كيلوغراماً يتغير لون فرائه حسب الموسم إذ يكون أصفر مائل إلى الأحمر في الصيف ويتحول إلى بني رمادي في الشتاء كما يبدل فراءه مرتين في السنة مرة في الربيع ومرة في الخريف ليواكب تغيرات الطقس
 
رغم قدرته على التكيف فإن ظبي سايغا واجه انخفاضاً حاداً في أعداده خلال العقود الأخيرة حيث فقد أكثر من تسعين بالمئة من مجموعاته بسبب الصيد غير القانوني لاستخدام قرونه في الطب التقليدي خاصة في الصين كما أن تفشي الأمراض مثل داء باستيريلا أدى إلى نفوق آلاف الأفراد في فترات قصيرة مما زاد من خطورة وضعه البيئي
 
تعمل منظمات حماية البيئة على إنقاذ هذا النوع من خلال برامج إعادة التوطين وحظر الصيد وتوفير المحميات الطبيعية وقد شهدت بعض المناطق مثل كازاخستان تحسناً طفيفاً في أعداد الظباء بفضل هذه الجهود لكن التحديات لا تزال قائمة خاصة مع استمرار التغيرات المناخية وتوسع النشاط البشري في مواطنه الأصلية
 
ظبي سايغا يُعد رمزاً للتكيف البيئي في عالم الثدييات ويُظهر كيف يمكن للكائنات أن تطور خصائص فريدة للبقاء في بيئات متطرفة كما أنه يُمثل تحدياً حقيقياً لجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم ويستحق أن يُسلط عليه الضوء ككائن يجمع بين الغرابة والذكاء والقدرة على البقاء رغم كل الصعاب

الأقسام الرئيسية

الرأي الأخر
0

مقالات من نفس التصنيف