logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
تريندات

عيونه الوساع كيف تحولت أغنية شعبية إلى ترند ساحق على تيك توك العربي

 
 
 
منذ بداية عام 2025 شهد تطبيق تيك توك في العالم العربي موجة ترندات متلاحقة لكن أحد أكثرها تأثيرا وانتشارا كان ترند عيونه الوساع هذه الأغنية العراقية التي تحمل طابعا شعبيا عاطفيا تحولت من مجرد مقطع موسيقي إلى ظاهرة اجتماعية وفنية اجتاحت المنصة بشكل غير مسبوق
 
بدأت القصة عندما قام أحد المستخدمين بنشر فيديو قصير يظهر فيه وهو يؤدي رقصة خفيفة على أنغام الأغنية التي تقول عيونه الوساع طيحوني بالكاع بطريقة عفوية ومؤثرة لم يكن يتوقع أن هذا الفيديو سيحصد ملايين المشاهدات خلال أيام قليلة لكن ما حدث بعد ذلك كان أشبه بانفجار رقمي حيث بدأ آلاف المستخدمين في العالم العربي بإعادة إنتاج الفيديوهات مستخدمين نفس المقطع الصوتي مع إضافات متنوعة مثل الرقص التقليد التمثيل وحتى السخرية
 
ما يميز هذا الترند أنه تجاوز حدود الشكل التقليدي للمحتوى الترفيهي على تيك توك فقد استخدمه البعض للتعبير عن مشاعر الحب والحنين بينما استخدمه آخرون للسخرية من العلاقات أو لتصوير مواقف يومية بطريقة فكاهية هذا التنوع في الاستخدام جعل الأغنية تتغلغل في مختلف الفئات العمرية والثقافية من المراهقين إلى كبار السن ومن سكان المدن إلى القرى
 
الأغنية نفسها من أداء الفنان العراقي وضاح كريم وهي تنتمي إلى نوع الراي العراقي الذي يجمع بين الإيقاع الشعبي والكلمات العاطفية البسيطة لكن المؤثرة ويبدو أن بساطة الكلمات وسهولة حفظها ساهمت في انتشارها السريع على تيك توك حيث أصبح من السهل على أي مستخدم أن يدمجها في محتواه دون الحاجة إلى إعدادات معقدة أو أداء احترافي
 
من الناحية التقنية ساهمت خوارزميات تيك توك في تعزيز انتشار الترند فكلما زاد عدد الفيديوهات التي تستخدم نفس المقطع الصوتي زادت احتمالية ظهوره في صفحة الاكتشاف للمستخدمين الآخرين وهذا ما جعل الترند ينتقل من بلد إلى آخر بسرعة مذهلة حيث بدأ في العراق ثم انتقل إلى سوريا ولبنان ومصر والمغرب وتونس وحتى بعض الجاليات العربية في أوروبا والخليج
 
اللافت أيضا أن بعض المشاهير والمؤثرين على تيك توك انضموا إلى الترند وأضافوا لمساتهم الخاصة عليه فمثلا ظهرت مقاطع لممثلين معروفين وهم يؤدون الأغنية بطريقة تمثيلية أو كوميدية مما زاد من شعبيتها وأعطاها شرعية فنية واجتماعية في آن واحد
 
من جهة أخرى ظهرت بعض الانتقادات للترند حيث اعتبره البعض سطحيا أو مبتذلا لكن هذه الانتقادات لم تؤثر على انتشاره بل ربما ساهمت في زيادة الفضول حوله فكلما انتقده أحد زادت نسبة البحث عنه ومشاهدته وهذا يعكس طبيعة الترندات الرقمية التي لا تخضع دائما للمنطق التقليدي في التقييم
 
في السياق الثقافي يمكن اعتبار ترند عيونه الوساع نموذجا لتحول الأغنية الشعبية إلى محتوى رقمي تفاعلي حيث لم تعد الأغنية مجرد مادة للاستماع بل أصبحت أداة للتعبير والتفاعل والتسلية وهذا يعكس تغيرا عميقا في طريقة تعامل الجمهور العربي مع الفن والموسيقى في العصر الرقمي
 
كما أن الترند فتح الباب أمام فنانين آخرين لإعادة النظر في طريقة تقديم أعمالهم فبدلا من التركيز على الألبومات الكاملة أو الحفلات أصبح من الضروري التفكير في كيفية تحويل الأغنية إلى مقطع قابل للاستخدام على تيك توك أو إنستغرام وهذا ما دفع بعض الفنانين إلى إنتاج نسخ قصيرة من أغانيهم خصيصا لهذه المنصات
 
من الناحية الاجتماعية ساهم الترند في خلق حالة من التواصل بين المستخدمين حيث أصبح من الشائع أن يرسل أحدهم فيديو عيونه الوساع إلى صديقه أو شريكه كنوع من التعبير عن المشاعر أو الدعابة وهذا النوع من التفاعل يعزز الروابط الاجتماعية ويخلق لغة مشتركة بين المستخدمين
 
أما من ناحية التأثير الاقتصادي فقد استفاد بعض صناع المحتوى من الترند لتحقيق أرباح من خلال زيادة عدد المتابعين والمشاهدات مما فتح لهم أبوابا جديدة في عالم التسويق الرقمي والإعلانات كما استفادت بعض الشركات من الترند في حملاتها الترويجية حيث استخدمت الأغنية في إعلاناتها أو في مسابقات تفاعلية على تيك توك
 
في النهاية يمكن القول إن ترند عيونه الوساع ليس مجرد موجة عابرة بل هو انعكاس لتحول ثقافي وفني واجتماعي في العالم العربي حيث أصبح المحتوى الرقمي جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية وأداة للتعبير والتواصل والتأثير وهذا ما يجعل من تيك توك منصة تتجاوز الترفيه لتصبح مساحة للابتكار والتفاعل والتغيير
 
إذا كنت من مستخدمي تيك توك فلا شك أنك شاهدت أو شاركت في هذا الترند وإذا لم تفعل بعد فربما حان الوقت لتجربته وتكتشف بنفسك كيف يمكن لمقطع صوتي بسيط أن يخلق حالة من الفرح والتواصل والإبداع في عالمنا العربي المتغير