في حي المشروع الأميركي بحلوان، جنوب القاهرة، ظهرت قصة هزّت وجدان المصريين: شقيقتان مطلقتان وطفلة صغيرة، انسحبن من الحياة العامة، وأغلقن باب شقة الأسرة على أنفسهن لمدة تجاوزت 18 شهرًا. لا زيارات، لا خروج، لا تواصل. فقط ظلام، صمت، وخوف.
السبب؟ تجارب زواج فاشلة، وانفصال مرير، وضغوط نفسية دفعتهن إلى الانعزال. الطفلة، ابنة إحدى الشقيقتين، كانت تعيش معهما في هذا "الكهف" الذي تحول إلى مساحة خانقة، تغمره الروائح الكريهة والغبار، وتغيب عنه الشمس.
الجيران لاحظوا غيابهن، لكنهم كانوا يسمعون أصواتًا خافتة من خلف الجدران. كانوا يلقون لهن الطعام من نافذة صغيرة، في محاولة لإبقائهن على قيد الحياة. ومع مرور الوقت، بدأت ملامحهن تتغير، أجسادهن تهزل، وأصبحن أقرب إلى الهياكل العظمية.
القصة خرجت إلى العلن بعد أن نشرت شقيقتهن الصغرى تفاصيل ما يحدث عبر مواقع التواصل، طالبة المساعدة. وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تدخلت فورًا، وأرسلت فريق التدخل السريع. الفريق التقى الشقيقة الصغرى، التي أكدت أن الأختين تعانيان من اضطرابات نفسية حادة، وخوف مرضي من التعامل مع الآخرين.
السلطات تحاول حتى الآن إقناعهن بالخروج من الشقة والتوجه إلى العلاج، وسط مقاومة واضحة من قبلهن. وزارة التضامن أوضحت أن حالتهن تتطلب تدخلًا نفسيًا متخصصًا، وأنها تعمل على توجيه الأسرة نحو مؤسسات الرعاية المناسبة.
القصة أثارت موجة تعاطف واسعة، وطرحت أسئلة مؤلمة: كم من الأرواح تعيش في عزلة دون أن نعلم؟ وكم من الأبواب المغلقة تخفي خلفها وجعًا لا يُرى؟
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0
مقالات من نفس التصنيف
وصفات لتطويل الشعر وتكثيفه
-
بواسطة المدير
مشروبات للدايت و تخفيض الوزن
-
بواسطة المدير
رجيم بدون حرمان .. كيف تفقد وزنك بدون رجيم قاسي؟
-
بواسطة المدير
12 ساعة بين وجبتى الإفطار والعشاء كلمة السر لخسارة وزنك
-
بواسطة المدير