شهدت مناطق واسعة من شمال الهند خلال الأيام الماضية موجة فيضانات عنيفة نتيجة لهطول أمطار موسمية غزيرة تجاوزت المعدلات السنوية المعتادة، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية في عدد من الولايات، وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة. السلطات الهندية أعلنت حالة الطوارئ في ولايات أوتار براديش وبيهار وآسام، حيث غمرت المياه آلاف القرى، وأجبرت أكثر من مليون شخص على النزوح من منازلهم.
بحسب بيانات هيئة الأرصاد الجوية الهندية، فإن الأمطار التي هطلت خلال أسبوع واحد تعادل ما يُسجل عادة خلال شهرين، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار بشكل غير مسبوق، خاصة نهر الغانج ونهر براهمابوترا، اللذين فاضا على ضفافهما وأغرقا مناطق سكنية وزراعية واسعة. كما تسببت الفيضانات في انهيار جسور وطرق رئيسية، وانقطاع الكهرباء والمياه عن مئات المناطق.
فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة لإجلاء السكان المحاصرين، باستخدام القوارب والمروحيات، وسط تحديات كبيرة بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة. وقد تم نشر وحدات من الجيش الهندي للمساعدة في عمليات الإغاثة، وتوفير المأوى والغذاء للنازحين في مراكز مؤقتة أقيمت في المدارس والمباني الحكومية.
الخسائر البشرية بلغت حتى الآن أكثر من 200 قتيل، إضافة إلى مئات المصابين والمفقودين، فيما تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز مليار دولار، نتيجة لتدمير المحاصيل الزراعية والبنية التحتية الحيوية. كما تم تسجيل انتشار بعض الأمراض المنقولة عبر المياه، مثل الكوليرا وحمى الضنك، ما دفع السلطات الصحية إلى إطلاق حملات تطعيم وتوزيع مواد تعقيم.
الخبراء يحذرون من أن هذه الفيضانات ليست مجرد ظاهرة موسمية، بل تعكس تأثيرات التغير المناخي المتسارع، الذي يؤدي إلى اضطراب أنماط الأمطار وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة. ويطالبون بضرورة تطوير أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز البنية التحتية المقاومة للكوارث، وتحسين إدارة الموارد المائية.
في ظل هذه الكارثة، تتجه الأنظار إلى قدرة الحكومة الهندية على التعامل مع الأزمة، وتوفير الدعم الكافي للمتضررين، وسط دعوات دولية لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وتكثيف الجهود العالمية لمواجهة آثار التغير المناخي قبل أن تتحول إلى كوارث متكررة يصعب احتواؤها.
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0