logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

موجة حر قياسية تضرب أوروبا وتكشف هشاشة البنية التحتية في مواجهة التغير المناخي

 
 
تشهد القارة الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة موجة حر غير مسبوقة، وصفت بأنها الأشد منذ عقود، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق 45 درجة مئوية، ما أدى إلى تداعيات واسعة النطاق على المستويات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. هذه الظاهرة المناخية الحادة أعادت تسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها أوروبا في ظل التغير المناخي، وعلى الحاجة الملحة لتعزيز قدرة البنية التحتية على التكيف مع الظروف الجوية المتطرفة.
 
في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، اندلعت حرائق غابات واسعة النطاق أتت على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والمناطق الحرجية، وأجبرت السلطات على إجلاء آلاف السكان من منازلهم. كما تم تسجيل حالات وفاة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، خاصة بين كبار السن والمرضى، في ظل ضغط كبير على أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني أصلًا من نقص في الموارد خلال فصل الصيف.
 
قطاع الطاقة كان من بين الأكثر تضررًا، حيث أدت الزيادة الكبيرة في استهلاك الكهرباء بسبب الاعتماد المكثف على أجهزة التكييف إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في عدة مدن أوروبية، أبرزها مدريد وباريس وأثينا. كما اضطرت بعض محطات توليد الكهرباء إلى تقليص إنتاجها بسبب ارتفاع حرارة المياه المستخدمة في التبريد، ما فاقم من أزمة الإمدادات.
 
القطاع الزراعي لم يكن بمنأى عن التأثيرات، إذ تسببت الحرارة المرتفعة في تلف المحاصيل الصيفية، خاصة القمح والذرة والعنب، ما ينذر بارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأشهر المقبلة. كما أبلغ مربو الماشية عن نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بسبب الإجهاد الحراري ونقص المياه.
 
السلطات الأوروبية أعلنت حالة الطوارئ في عدة دول، وأصدرت تحذيرات صحية وبيئية، داعية المواطنين إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتقليل التنقلات غير الضرورية، وترشيد استهلاك الكهرباء. كما تم تفعيل خطط الطوارئ لمكافحة الحرائق وتوفير مراكز تبريد مؤقتة في المدن الكبرى.
 
هذه الموجة الحارة، التي يرى خبراء المناخ أنها قد تصبح أكثر تكرارًا وحدة في المستقبل، تؤكد الحاجة إلى تسريع وتيرة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي، وتطوير بنية تحتية أكثر مرونة واستدامة قادرة على مواجهة التحديات البيئية المتصاعدة.