logo logo

مجلة شهرية عربية عالمية , مجلة البيلسان

أهلا بكم

العنوان : شارع

Call: 960-963-963 (Toll-free)

[email protected]
آخر الأخبار

وتران في جسد واحد آلة مغربية تعزف الشرق والغرب في آنٍ واحد

 
 
شاب مغربي يصمم آلة موسيقية هجينة تجمع بين العود والغيتار
 
في أحد أحياء الدار البيضاء حيث تختلط أصوات المدينة بنبض الإبداع جلس الشاب المغربي ياسين أمام طاولة خشبية تتناثر عليها أدوات النجارة والأسلاك والريش الموسيقية ليصنع شيئاً لم يسبقه إليه أحد آلة موسيقية هجينة تجمع بين دفء العود الشرقي ورنين الغيتار الغربي في جسد واحد ينبض بالنغم والتجريب
 
الفكرة لم تكن وليدة لحظة بل جاءت بعد سنوات من العزف والتأمل في الفروق بين الآلتين كان ياسين يعشق العود ويجيد الغيتار لكنه كان يشعر أن كل آلة تحمله إلى عالم مختلف فقرر أن يدمج العالمين في آلة واحدة تحمل روح الشرق وجرأة الغرب وتفتح باباً جديداً في الموسيقى المغربية والعربية
 
الآلة التي أطلق عليها اسم العوديتار تم تصميمها بشكل أنيق يجمع بين شكل العود التقليدي وجسم الغيتار الكهربائي وتحتوي على أوتار مزدوجة تسمح للعازف بالانتقال بين المقامات الشرقية والأنغام الغربية بسلاسة كما تم تزويدها بنظام صوتي داخلي يتيح تضخيم الصوت دون الحاجة إلى معدات خارجية مما يجعلها مثالية للعزف في الشارع أو على المسرح
 
في أول عرض حي للآلة وقف ياسين أمام جمهور صغير في ساحة جامع الفنا وبدأ يعزف مقطوعة تمزج بين نغمات كناوة المغربية وموسيقى الجاز الأميركية وكان الجمهور مذهولاً من الصوت الذي يخرج من هذه الآلة الغريبة التي لا تشبه شيئاً مألوفاً لكنها تحمل شيئاً مألوفاً في روحها
 
الصور التي انتشرت من العرض أظهرت ياسين وهو يعزف بانسجام تام مع آلته الجديدة بينما يحيط به جمهور متنوع من الأطفال والشباب والسياح الذين وقفوا يستمعون ويصورون ويصفقون وكأنهم يشهدون ولادة آلة موسيقية جديدة في قلب المغرب
 
الخبراء في الموسيقى وصفوا الابتكار بأنه خطوة جريئة نحو تطوير الهوية الموسيقية المغربية حيث يمكن للآلة الجديدة أن تكون جسراً بين الأجيال وبين الثقافات وأن تفتح المجال أمام تجارب موسيقية جديدة تجمع بين التراث والتجديد
 
ياسين من جهته قال إنه لا يسعى إلى الشهرة بل إلى التعبير عن نفسه بطريقة مختلفة وأنه يحلم بأن يرى آلاته تُستخدم في المدارس الموسيقية وفي الفرق الشبابية وأنه يعمل حالياً على تطوير نسخة ثانية من العوديتار تكون أخف وزناً وأكثر تنوعاً في النغمات
 
في النهاية تبقى هذه الآلة الجديدة مثالاً على كيف يمكن للشغف أن يتحول إلى ابتكار وكيف يمكن للفن أن يتجاوز الحدود ويخلق لغة جديدة يفهمها الجميع لغة النغم الذي لا يحتاج إلى ترجمة